السعادة ..
كلنا بنفتش عليها .. كلا بنجرى ونتعب عشانها .. أى إنسان فى الدنيا بتكون هى هدفه .. ولو سألت اللى حواليك عن أكتر حاجة بتسبب لهم السعادة , هتلاقى إجابات مختلفة تماما
و هتلاقى إن كل واحد وجد السعادة فى حاجة خاصة بيه . ممكن إنت تكون شايفعا تافهة أو بسيطة , لكن بالنسبة له حاجة كبيرة اوووى , يعنى واحد يقول (( أسعد لحظات حياتى و أنا بشتغل , أصل أنا بحب شغلى جدا ً و ماببقاش نفسى أروح أو أخد اجازة )) .. وواحد تانى يقول (( يا أستاذ هو فيه أحلى من قعدة الواحد وسط إخواته يسهر و يضحك ؟ دة والله لولا لقمة العيش الواحد مش هيخرج من البيت )) .. واحد تالت يقول (( سعادة الإنسان فى ممارسته لهوايته )) .
عن نفسى بنسى كل حاجة و أنا فى المرسم بتاعى , وواحدة زميلتى تقول (( يا بنتى أنا أمتع وأسعد وقت بقضيه مع القطط بتاعتى , دى اجمل حاجة فى الدنيا كلها )) .. و صديق أخر ليا بيقول (( يا أختشى والله ما فى أجمل من إنك تكون عايش فى طاعة ربنا سبحانه وتعالى , و إنك تعيش حياتك على سنة المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ), دة القعدة فى الجامع بالدنيا وما فيها )) .. وأسمع كمان "ام خالد" - جارتنا - و هى بتصرخ و تشد فى شعرها من كتر قعدة الواد ابنها - اللى أكيد اسمه "خالد" - على السطح وإدمانه تربية "الحمام" اللى صارف عليه كل فلوسه وواخد كل وقته !..
كل دى ناس دورت على السعادة ولقيتها جواها , لقيتها ومسكت فيها عشان يغيرو حياتهم , وكانو بيدوروا على الحاجة اللى يكون ليها مفعول السحر واللى يقدروا يروحوا ليها لما تضيق عليهم دنيتهم ..
ولكن فيه شخص تانى ذكى , عرف طريق مختلف لسعادته , شخص راهن الحصان الكسبان بدون أى تفكير , راهن على " الحب " و عرف إنه الحاجة المضمونة اللى مستحيل تكون فى قلبه و ما تدخلش عليه فى لحظة سعادة , حبه لآهله , حبه لآصحابه , حبه لكل اللى حواليه .
السعادة اللى بتدخلك لما تشوف حب الناس ليك فى عنيهم , السعادة اللى بتدخلك بمجرد ما تسمع صوت (( اللى بالى بالك )) أو تشوفه , السعادة اللى بتكون فيها طول اليوم لما تسمع منه كلمة بحبك أو نبرة إعجاب , حاجة جميلة بتخليك دايما حاسس بسعادة , تحب كل حاجة فى الدنيا , وما بتبقاش عايز تزعل من حد طول ما الشخص اللى بتحبه جنبك , دى السعادة من نوع تانى , سعادة جميلة , لذيذة , ممتعة .
لكن فيه سعادة لازم نقف قدمها و نستغرب !! و نقول الناس دى جايبة الابتسامة دى منين ؟؟
سعادة (( الناس الطيبة )) اللى بمجرد ما تشوفهم و تسمع حكايتهم و طريقة عيشتهم , على طول تقول دى أكيد عايشة , و الفرح عمره ما عرف ليهم طريق .
بيدهشنى جدا ً بياع (( البطاطا )) اللى تلاقيه ما بتفارقهوش الابتسامة طول ما هو واقف على عربيته , و بيغنى بسعادة لل"بطاطا" السخمة بتاعته , بيدهشنى " عامل الوفيه " اللى فى أى مصلحة حكومية , تلاقيه مصدر البهجة لكل شخص فى المكان , وبيدور عليه كل موظف لما تضيق عليه دنيته ولا تكون المدام معكننة عليه حبتين ..
بيدهشنى ماسح الأحذية اللى تسمع صوت ضحكتـــه بيرن فى الشارع و هو بيقول لك دة الصندوق بتاعى دة اللى مسح عليه " احمد عرابى " جزمته و هو رايح " قصر عبدين " , الناس دى لازم تدهشك و تقف قدامهم و تسأل ...
إية السر ؟ , إية الطريقة اللى بتنسيهم هموم و صعوبات حياتهم ؟, لآن ما اعتقدش إن الناس دى عايشة فى شقة 4 غرف و صالة , ولا مرتبهم 1000 جنيه فى الشهر , ولا عندهم " هامر " بتودهم شغلم .
طيــب إية السبب وسر سعادتهم ؟, السر فى كلمة بسيطة اوى وساحرة و مضمونة النجاح اسمها " الرضا " الرضا بعيشتهم وباللى ربنا كتبه لهم وإنى أتأكد إن زعلى و همى مش هيغير حاجة من حياتى , وان ابتسامتى هتعدى اليوم , وهتخلى القرش اللى بيدخل لى يكفينى واحس إنه 100 , هو دة السر اللى الناس اللئيمة دى عرفته وخدوه مبدأهم فى الحياة .
دع المقادير تجرى فى اعنتها ولا تبيتن إلا خالى البال
ما بين غمضة عين وأنتباهتها يغير الله من حال الى حال
لكن كمان فيه ناس تانية ربنا إداها كل حاجة ممكن أى شخص يتمناها لكنهم فشلوا إنهم يلاقوا السعادة ولسه بيدوروا عليها ونفسهم يضحوا بحجات كتير جدا ً بس يضحكو ضحكة " بتاع البطاطا " اللى طالعة من القلب .
أنا مش هقول لك شعارات و أقزل لك أن الفلوس مش كل حاجة لكنى هقول لك بص فى وش الناس البسيطة و إنت تعرف إن كل واحد فشل إنه يسعد نفسه .. فشل لآنه ماعرفش يكون زى الناس دى اللى لقت سعادتها فى رضا أو طموح أو موهبة أز هواية .. و إنت لقيتها ولا لســــــــــة ؟؟؟